فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، والحرب الإسرائيلية الدامية والمدمرة على قطاع غزة؛ بدأت عدة جبهات تتحرك بصوت مرتفع "على طريق القدس"، ودعما للمقاومة في قطاع غزة التي خاضت وتخوض معارك ضارية مع جيش الاحتلال.
كانت اليمن ولينان أبرز هذه الجبهات، التي خلطت أوراق جيش الاحتلال والدول الداعمة له، استهدفت بصواريخها مستوطنات الاحتلال المقامة على أراضي الفلسطينيين من شمال فلسطين المحتلة إلى أقصى جنوبها، بالصواريخ والطائرات المسيرة التي لا يزال الاحتلال يتكتم عن الخسائر التي تسببت بها، عدا عن الخسائر الاقتصادية التي تكبدها جراء حظر تجول السوفت الذي فرض في البحر الأحمر أحد أهم الممرات التجارية نحو الاحتلال.
على طريق القدس.. من لبنان
في اليوم الثاني من بدء الحرب، 8 أكتوبر 2023؛ دخل حزب الله المواجهة "على طريق القدس" التي كان ينوه لها في كل بياناته التي يعلن من خلالها عن استهداف مواقع للاحتلال ليشكل جبهة إسناد مهمة للمقاومة في قطاع غزة.
تمكن حزب الله من بث الرعب والخوف لدى أكثر من مئة ألف مستوطن في شمال فلسطين المحتلة، بسبب الاستهدافات المتكررة بإطلاق النار وإطلاق الصواريخ نحو أهداف إسرائيلية.
أعلن حزب الله اللبناني منذ بداية الحرب؛ استهداف مراكز قيادة الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة والجولان المحتل، وفي كل مرة يعلن استهداف مواقع جديدة ردا على اغتيال عدد من مقاوميه أو ردا على استهداف مدنيين في جنوب لبنان ووسطها، لينخرط كل يوم بصورة أكبر مع الأحداث الجارية في قطاع غزة إلى جانب الفصائل الفلسطينية المقاومة في جنوب لبنان (سرايا القدس وحماس) اللتان ارتقى منهما عدد من الشهداء إلى جانب اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في بيروت.
في 13 أكتوبر؛ استهدفت قوات الاحتلال تجمعا للصحفيين في بلدة علما الشعب الحدودية مما أسفر عن مقتل الصحفي عصام العبد الله من وكالة رويترز، وجرح 4 صحفيين آخرين، وهو ما سلط الضوء بصورة أكبر على الحرب في الجبهة الشمالية التي استهدف فيها جيش الاحتلال المدنيين والمقاومين على حدّ سواء.
وبعد يوم واحد؛ أعلنت القسام في لبنان، عن ارتقاء 3 من مقاوميها في الجنوب خلال محاولتهم التسلل والاشتباك مع قوات الاحتلال، وبعدها بأيام؛ أعلنت قوات الفجر-الجماعة الإسلامية عن استهداف مواقع إسرائيلية بضربات صاروخية من الجنوب، ردا على استهداف المدنيين والصحفيين وقصف المنازل والمساجد.
وفي بداية نوفمبر؛ أعلن أمين عام حزب الله اللبناني؛ أن حزب الله لن يسمح بالقضاء على المقاومة الفلسطينية تحت أي ظرف، وأعلن أن جبهة لبنان مرتبطة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وعدم السماح بالقضاء على حركة حماس والمقاومة.
ومنذ بداية مارس الماضي، كثف حزب الله ضرباته بصورة ملحوظة ضد القواعد والأهداف الإسرائيلية، التي جاءت عقب استهداف مجموعة من المسعفين في الجنوب اللبناني، ودخلت صواريخ الكاتيوشا مجددا الخدمة.
وبعتبر الإسرائيليون، أن حزب الله مجهز بصورة قوية حيث تعتبر منطقة جبل دوف أو مزارع شبعا هي واحدة من أخطر النقاط على الحدود اللبنانية بالنسبة للاحتلال بسبب وجود حزب الله، وإلحاقه أضرارا كبيرة بأهداف إسرائيلية عدد كبير منها لم يتم الاعتراف به.
أزمة البحر الأحمر.. محور الجهاد والمقاومة
عقب عملية طوفان الأقصى أعلنت حركة أنصار الله الحوثيين وحكومتها في صنعاء دعمهم الكامل للفلسطينيين وللفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وفي العاشر من أكتوبر 2023، حذّر قائد الحركة عبد الملك الحوثي الولايات المتحدة من المشاركة المباشرة في الحرب إلى جانب الاحتلال وهدد بقصف أهداف إسرائيلية بالطائرات المسيّرة والصواريخ واتخاذِ إجراءاتٍ عسكرية أخرى بهدف وقف الحرب على غزة.
وبعد 4 أيام من عملية "طوفان الأقصى" و3 أيام من فتح حزب الله جبهة جديدة في جنوب لبنان، قال قائد حركة أنصار الله الحوثيين عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة"، "نحن في تنسيق تام مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة، لفعل ما نستطيع". وربط تدخل جماعته بتدخل الولايات المتحدة المباشر بالحرب.
تدخل الحوثيين، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وأعلن منع مرور السفن الإسرائيلية أو التابعة للاحتلال من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، واحتجزت عددا من السفن واستهدفت عددا آخر.
بالمقابل، شنت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة سلسلة هجمات على مناطق سيطرة حركة أنصار الله في اليمن ردًا على استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وعلى إثر الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن أعلن قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي توسيع دائرة الاستهداف لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية.
أثرت الهجمات على السفن التي شنها الحوثيون، على تعطيل وصول السفن إلى ميناء إيلات الإسرائيلي ما تسبب بوقفٍ شبه كلي للميناء، في حين قامت كبرى شركات الشحن البحري بوقف رحلات سفنها في البحر الأحمر وأعلنت بعض الشركات عن رسوم إضافية على البضائع التي تنقلها من وإلى الشرق الأوسط، بينما اتخذت بعض الشركات، قرار تعليق الملاحة في البحر الأحمر.
كما كان أحد أهم حصاد للهجمات الصاروخية اليمنية على الاحتلال؛ إعلان شركة العال الجوية الإسرائيلية وقف عبور طائراتها المجال الجوي لسلطنة عمان والسعودية في رحلاتها إلى جنوب شرق آسيا بسبب" المخاوف الأمنية".
ومع اقتراب حرب غزة من نهاية شهرها الخامس وصلت حصيلة ضحايا المواجهة التي خاضها اليمنيون في سياقها 35 شخصا غالبيتهم من العسكريين، وقد نعت الجماعة 10 من شهدائها في بيان صدر في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023 وحمل اسم "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وفي 10 فبراير/شباط 2024 أعلنت الجماعة مقتل 17 ضابطا من قواتها في غارات شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن، ولم تحدد مكان وزمان مقتلهم.
وكانت المرة الأولى لارتقاء شهداء عسكريين في اليوم الأول لبدء الضربات الأميركية البريطانية في 12 يناير/كانون الثاني 2024 بأكثر من 73 غارة جوية وصاروخية.